شرح الاستاذ الدكتور علي الطعاني المتخصص في علوم الفضاء والفلك ل "رم" فهم الدورة الشمسية وتأثيرات النشاط الشمسي على الاتصالات والإنترنت وتاليا ما قاله بهذا الخصوص :
ظهرت العديد من المفاهيم الخاطئة حول الدورة الشمسية 25 و تأثيرات هذا النشاط على الحياة اليومية، بما في ذلك الانقطاعات المحتملة للإنترنت. من المهم توضيح أن ذروة النشاط الشمسي، رغم تأثيراتها الكبيرة على الطقس الفضائي والأقمار الصناعية، لا تؤدي بالضرورة إلى انقطاع الإنترنت على نطاق واسع.
ما هي الدورة الشمسية؟
الدورة الشمسية هي عبارة عن نمط طبيعي يتكرر كل 11 عامًا تقريبًا، يتميز بتغيرات كبيرة في الحقل المغناطيسي للشمس. وخلال ذروة هذه الدورة، كما يحدث الآن في الدورة الشمسية 25، يزداد عدد البقع الشمسية والتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs)، وهي جسيمات مشحونة تنطلق في الفضاء.
كيف تؤثر هذه الظواهر على الأرض؟
تتفاعل الجسيمات الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى حدوث ظواهر مغناطيسية معروفة بالطقس الفضائي، ومنها العواصف الجيومغناطيسية. مثل هذه العواصف قد تؤثر على الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات القائمة على الراديو، وتحديداً أنظمة الملاحة مثل GPS، وقد تسبب في بعض الأحيان تشويشًا على إشارات الراديو، إلا أن هذه التأثيرات عادة ما تكون مؤقتة ولا تؤدي إلى انقطاع شامل.
هل يمكن أن ينقطع الإنترنت بسبب النشاط الشمسي؟
الاعتقاد بأن ذروة النشاط الشمسي ستؤدي إلى انقطاع كامل أو واسع النطاق للإنترنت هو غير دقيق. الإنترنت يعتمد على بنية تحتية معقدة تشمل كابلات الألياف الضوئية الموجودة تحت الأرض وتحت البحر، وهذه الكابلات غير عرضة للتأثر المباشر بالعواصف الجيومغناطيسية. ومع ذلك، قد تتأثر بعض الشبكات التي تعتمد على الأقمار الصناعية أو أنظمة الاتصالات الراديوية، ولكن هذه التأثيرات تكون محلية ومحدودة.
في المجمل، على الرغم من أن النشاط الشمسي ضمن الدورة الشمسية 25 قد يسبب بعض الاضطرابات المؤقتة في تقنيات الاتصالات الفضائية، وليس من المتوقع حدوث انقطاع شامل للإنترنت نتيجة هذا النشاط.